وصف شهود عيان بموقع الإنفجار الآثم الذي هز شارع خليل حمادة بمنطقة سيدي بشر شرق الإسكندرية وضرب كنيسة "القديسين" لحظات الرعب والموت ورائحة الدماء التي غطت أرجاء المكان بينما كان العام 2011 يتأهب للميلاد.
وقال سامي سعد، لـ "بوابة الأهرام": فوجئنا في تمام الساعة الثانية عشرة والربع بعد منتصف الليل، أثناء تواجدنا بكنيسة القديسين بدوي انفجار هائل يهز المنطقة، وشاهدنا سيارتين تحترقان قيل إنهما سبب الانفجار وأنهما كانتا مفخختين.
ومع تعالي الصرخات وحالة الرعب والفزع التي غلفت المكان انقلب مشهد الفرحة بالعام الجديد إلي مأتم بعد أن شاهدنا أشلاءالجثث المبعثرة في أرجاء المكان
وغطت الأرض والحوائط المحيطة بالكنيسة وارتفعت رائحةالدماءوهرع الآلاف في تدافع رهيب نحو موقع الحادث محاولين إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
.. وفي الجوار وقف شاب يدعى إيميل يبكي بشدة وقال لبوابة الأهرام إنه يبحث عن أشلاء والدته التي سبقته للكنيسة لحضور القداس، بينما تأخر قليلا عليها لخروجه مع أصحابه.
وفي الجهة المقابلة وقفت سيدة في حوالي الخمسين من عمرها تصرخ بأعلي صوتها قائلة:أولادي ..أولادي ..وسألناها عما إذا كان قد أصابها سوء من الحادث فقالت إن ولديها الاثنين لقيا مصرعهما في الحادث، ثم فقدت وعيها وقام عدد من الشباب بنقلها إلى داخل الكنيسة لتلقي الإسعافات الأولية.
وبسؤال أحد الجرحي قال لبوابة الأهرام: إنه لا يسمع شيئا ويشعر بالصمم من شدة الانفجار، وهو ما فسره الأطباء بأنه عرض مؤقت.
وقال وجدي ملاك -أحد شهود العيان-إنه لولا وصول الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة الذي أوفده البابا لمتابعة الأحداث، لكانت الأمور قد تطورت للأسوأ حيث تمكن الأنبا باخوميوس من احتواء غضب الأقباط وإدخالهم داخل الكنيسة منعا للاشتباك مع قوات الأمن وتابع: لقد حدث سوء فهم من بعض الشباب نظرا لغضبهم الشديد بعد أن شاهدوا قوات الأمن تتحرك ناحيتهم بهدف إفساح الطريق لرجال البحث الجنائي فاعتقدوا أنهم قادمون للاعتداء عليهم، لكنهم سرعان ما تفهموا الموقف وبدأوا في مساعدتهم لاحتواء آثار الحادث الأليم.
واستوقف مواطن قبطي اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، أثناء خروجه من مستشفى شرق المدينة حيث كان يزور الضحايا وقال له: لن يؤثر الحادث فينا يا سيادة المحافظ، نحن نسيج وطني واحد قائلا: إن الذين ارتكبوا الحادث لا يمكن أن يكونوا مصريين ..واحتضن المحافظ المواطن القبطي شاكرا له كلماته الوطنية الواعية.
منقول من بوابة الأهرام اضغط هنا لمعاينة الموقع